تعجب الطفل الصغير ! أمي.. أهي حكاية ؟ أم نكاية ؟ إنها شيء مثير ! قالت الأم : يا ولدي.. اصمت.. اسكت.. اشرب العصير.. إنها الأخبار.. وأنت طفل صغير !
صمت.. وسكت.. وفي عقله تدور الأفكار.. نادته الأم.. وقالت : هيا يا ولدي..اذهب إلى السرير ! ولّى.. والعقلُ في تفكير.. نار ؟ دمار ؟ ألف قتيل ؟! يا لها من أخبار ! فكر الطفل.. وقال : سأسأل أستاذ التفسير !
في المدرسة.. تسائل الطفل الصغير.. - وقد طال الانتظار - : يا منير.. متى حصة التفسير ؟ أجابه : الدرس الأخير ! استبشر الطفل الصغير.. فالآن سيأتي أستاذ التفسير ! دخل الأستاذ.. وقال : اليوم سنكمل سورة الانفطار ! يا منير.. أقرأ من قوله تعالى : (( إن الأبرار ... ))
قرأ الطفل منير.. وبجانبه الطفل الصغير.. صمت الطلاب.. وإلى المصاحف وجهوا الأبصار.. انتهت السورة.. فقال الأستاذ : أحسنتَ يا منير ! والآن.. استمعوا إلى التفسير.. مضى الأستاذ يشرح.. وما من طالب يسرح.. لا سيما الطفل الصغير ! حتى أنهى الأستاذ الشرح.. فقال : هل من استفسار ؟ رفع الطفل يده.. وقال : أستاذي القدير.. البارحة كنت أشاهد التلفاز.. فجاءت نشرة الأخبار.. شاهدت شيئاً مثير ! قتيلاً.. وجريحاً.. وأسير ! وسمعتهم قالوا : أغتيلت الطفلة عبير ! ما الأمر يا أستاذ ؟ من الأبرار.. ومن الفجار ؟
حينها.. دخل المدير.. فقال : هيا يا طلاب.. انتهى الدرس الأخير.. والأهل بالانتظار ! خرج الطفل الصغير.. يحمل شنطته.. وعقله يحمل الأفكار !
مضت الأيام.. كبر الطفل الصغير.. وصار في عِداد الكبار ! أنهى الدراسة.. واشترى سيارة فخمة.. ودار ! وتزوج فتاة اسمها عبير.. أنجبت له طفلاً صغير ! قال : يا الله.. إنه كالقمر ! سأسميه : منير !
والآن.. مع نشرة الأخبار.. شاهد الطفل أمراً مرير ! دماء.. صراخ.. دمار.. بكاء كثير !
تعجب الطفل الصغير ! أبي.. أمي.. أهيَ حكاية ؟ أم نكاية ؟ إنها شيءٌ مثير ! قالت الأم : يا ولدي.. اصمت.. اسكت.. اشرب العصير.. إنها الأخبار.. وأنتَ طفل صغير !
صمت.. وسكت.. وفي عقله تدور الأفكار.. قالت أمه : هيا يا ولدي.. اذهب إلى السرير ! ذهب الصغير.. والعقل في تفكير.. نار ؟ دمار ؟ ألف قتيل ؟! يا لها من أخبار ! فكر الطفل.. وقال : سأسأل أستاذ التفسير !
في المدرسة.. تسائل الطفل الصغير.. - وقد طال الانتظار - : يا ترى.. متى حصة التفسير ؟ قالوا : الدرس الأخير ! استبشر منير.. فالآن سيأتي أستاذ التفسير ! دخل الأستاذ.. فقال منير : يا أستاذ.. ستشرح سورة الانفطار ؟ فقال الأستاذ : نعم.. ما بك ؟ يبدو أن لديك استفسار ! قال : نعم.. فقال : تفضل يا منير ! قال : البارحة كنت أشاهد التلفاز.. فجاءت نشرة الأخبار.. شاهدت شيئاً مثير.. قتيلاً.. وجريحاً.. وأسير ! وسمعتهم قالوا : أغتيلت الطفلة عبير ! ما الأمر يا أستاذ ؟ قال الأستاذ : أووه.. سؤالٌ كبير ! لكن الأمر باختصار : مسلمون.. وكفار ! قال منير : ولماذا يهدمون البيوت.. ويقتلون الصغار ؟ قال الأستاذ : هذا قضاء قدره القدير ! وهو الحكيم الخبير ! قال منير : أما لهم من نصير ؟! قال الأستاذ : نحن ضعاف.. لا نملك إلا الاصطبار ! خلت القلوب من اليقين.. فتكاسلتْ عن الانتصار ! وعاشتْ بلا ضمير ! نعم.. عاشتْ بلا ضمير ! قال منير : يا أستاذ.. وهل المسلمون قليل ؟ قال : لا.. بل هم فوق المليار ! ولكنهم متشاغلون بأمر حقير ! قال منير : صحيح يا أستاذ.. هم في لهو ٍ كبير.. والفتاة نزعت الخِمار ! قال الأستاذ : صدقت يا منير.. والنصرُ سيأتي.. ولو ولى الجميع الأدبار !
قال منير : فما الحل إذا ؟! قال الأستاذ : أمرٌ يسير ! العودة لهذا الدين.. حينها.. سيأتي الانتصار ! ويقول الصغير والكبير : متى يحينُ النفير ؟! متى يحينُ النفير ؟!
قال منير : شكراً يا أستاذ.. قد كنتُ أطيل التفكير.. وكنت دوماً مُحتار ! قال الطلاب : شكراً لك يا أستاذ.. والشكر الأكبر لمنير ! حينها دخل المدير.. فقال : هيا يا طلاب.. انتهى الدرس الأخير.. والأهل بالانتظار !
خرج منير.. فركب مع والده وقال : كم أحبُّ أستاذَ التفسير ! وأحبُّ نشرة الأخبار ! ابتسم الأب.. وقال : أهااا.. فهمتُ.. فهمت ! الآن سأحطم ( دشَّ ) الفجار ! وأنقي البيت من الأخطار .. وسأدرسُ معك التفسير ! وسأدرس معك التفسير !